Thursday, October 3, 2013

رثاء للأرض

رثاء للأرض
يا أرض غير الميتة سـلامةال    نفس عــليكِ لدى الممات الآتي
هذا الرّثاءُ كـــتبتُه في قــــلبي      عــند النّشود لموتكِ ولمــوتي
عند الــورود السّــامّة السّوداء      فــي ظـلّها تتجمّد الـغد أنتِ
الحين لا أبقــى ولا يبقى هــنا       أحـدٌ يســيلُ الماء بالعبرات
في وجهك الميّتِ بل إنّـي هنا        لكِ أكــتبُ مِن هذه الأبيات
يا أرض غير الــميتة سـلامة الـ       نفس عليكِ لدى الممات الآتي
أُمٌّ لـِ"ـبَرَيِوَلَدَتْ اثني عشر      شــعبا ولدتِ اليومَ ذرّيّــات
ليس لــهم عـددٌ ولا لطفٌ لكِ      بل قُمتِ بالسّيل من العبرات
خلف الحجاب ولا يراكِ الآخر     ألفيتِ يقتُلُ بعـــضُ ذرّيّــات
بعضا وهم أكلوكِ بالقطــعات       وتمــتّعوا بالصّبر مـا منعت
ومن الذين تشحّموا لمّا كشف      تِ ثيابكِ الخضرا بإرضاعات
كان الظّماءُ لهم(ظماء آخرا)        لشــراب دم قلــبك بالشّربات
هم مزّقوا سربالك قـد ألبست        شمس لك أنتِ مِنَ الزّوجاتِ
في صدرك العاري بظُفرٍ طعَّنوا    شربوا دما جارٍ من الجرحات
فــي رقصهم بتمـتّعٍ دوامـــا         تهــوجُ أمــــواجُ غناء الموت
كم قدمتِ القصّة للفتى زنـــــى       أمّــــا له من دون مــعلومات
أبنــــاءُ أرضٍ يكـــتُبُ قـــصّةً         جــــديدةً ينضون مــن جبّات
وتُباعُ في الأسواقِ ثمّ تــــوكلُ           أطراف أظفارٍ جـــلت لعباتٍ
لهبٌ تنزّلُ مـــن عيون الشّمس           تتلهّبُ والحـــقدُ في اليقضات
يبحثُ عن ماء الشّراب سحابٌ         وتبحـثُ البـــردَ مِــــن النّجمات
يبحــثُ عن وردٍ صــغيرٍ ذابحٌ          بل تبحـــــثُ الأنهــارُ سيّالات
يتخـــطّأ الغنا وتثبتُ في القنــا           ة أجـــــلةٌ لمــــركبِ الحــــياة
حــتّــى بقـــاء أهلّة المـــشاعر           بالقطــر في الـــحياة ذكرياتي
عــنكِ وإنّــي قد خرجتُ مــنكِ          ووُلـــدتُ مــنكِ اليوم بالحــياة
أنتِ حضرتِ في دوائي مثل الـ         عسل الذي في أوّل اللحــظات
في الحين أُطفَأ فيه ذُبتِ بقطرة الـ       عبراتِ عــندي آخرَ اللّحـظات
في ظلّ رأس الورقة (شمسٌ صغيـ      رةٌ)الّتــــي أُنشِأت مـــنكِ أنتِ
طـلع التّعـــجّبُ عــندما ألفــيتُها          فـي الكبدِ بل شهوتي كالبقرات
ترعى بظلّ جــبالكِ مشتِ الرّيا         حُ كمرســلٍ فوق بحــاركِ أنتِ
بالمـــهد والغـــنا لآلآف من الـ          أطــفــال قد تســـتيقظـــين أنتِ
أرجوحــةً علّقتِ في الغــابات           فــي ورقةِ البنيــا لقد رقــصتِ
ومــددتِ أيدٍ خـــمسَ بتلاتٍ لأز         هــارِ ومثل حـــمامة غــــنّيت
وكـــــأنّك أمـــــواجُ ألفِ نــــهرٍ         أعــزفتِ معزفةً لمســروراتي
وكـــأنّكِ رنفٌ وســـدرٌ وســـلمْ          تتــغيّرُ ألـــــوان شمــــــسيّات
جُددٍ وأرعيتِ بصـــوتِ البُــوم          وبصــوتِ زرزورٍ لـقد أزلتِ
لرسومِ دائرةٍ هي فـــي الدّاخلِ       أعــددتِ مائةَ لونٍ في العلبات
وجــعلتِ ذهبا دومـا الأصيــلَ       أخــفيتِ بالدّجـنِ إلى الأجمات
ثمّ احتملتِ على الكتوف البكرةَ       لِســـقاءِ أدويـــةٍ وإيقاضــات
ورقدتِ في عـشٍّ لوحشةِ طلحٍ       بيضـــاتِ طيرٍ كاليراعِ ولدْتِ
لحـــياتي الذي تحرَّكَ كالقـطر        لعــمدتِ كــالبشنينِ بالبتـلات
أنـــا أعــــرفُ أنّكِ تـــمــــلئين        فِــــيَّ كــأدويةٍ بِذكــــريــاتٍ
يا وزُّ ذو النّغمـــات في الجناح    مِن طرفِ ريش جناحكِ اقطع أنتِ
لـــو مــــرّة فيه حيــاتي التـــي       لهبتْ حـــقوقٌ بل هـــي لذّاتي
فاليخـــمــد اليوم لأكـــلكِ التي         أنتِ كــأدويةٍ غرابُ المـوتِ
وتُســافرينَ محـلّقة رأسٍ بِطَـر        دٍ أنتِ بالنّظــامــة الشّــمسيّة
وتُحــمّلين اليومَ نعـــشًا للــزّنا         وبضــاعـــةَ الذّنبِ لِــذرّيّات
وبنــفسٍ الّتي خلتْ نصــفٌ ألا        لهــبُ الهمــومِ فيهِ بالجــمّات
في ســيرِكِ هــذا ألا تتدخّـــل      في العرق هذا اليومَ أيدي ممات
يا أرض غيرُ الميتة لكِ هذه الـ       أبياتُ مـــرثية السّلام لِمــوتٍ
هذا الرّثاء كــتبته فـــي قـــلبي       عند النّشود لمـــوتكِ ولمــوتي
الحين لا أبقى أيا أرضُ هــــنا       لبكــاء سيل المـــاء بالعـــبرات
في وجهــك الميّت ولذاك هــنا       أكتبُ فقــط مـــن هـــذه الأبيـات
يا أرض غير الميتة ســــــلامةالـ        نفس عــليكِ لدى الممات الآتي

وسلامة عليكِ في الممات